سؤال:
أرسل إلي أحد الإخوة رسالة محتواها ما يلي: الرجل الذي رسم الكاريكاتير المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم مات بحروق وهو واقف ، وحكومة الدنمارك متكتمة على الخبر ، فأرجو يا جماعة الخير أن تنشروا الخبر فهنالك أخت فلسطينية رأت في المنام أن الذي ينشر الخبر يفرحه الله بعد أربع ساعات ، وهناك رجل اسمه الدكتور عبد الله مصطفى قال : " شهدت بعيني محمد صلى الله عليه وسلم في منامي وأوصاني كلاما على الناس وعلى من يقرأ هذه الرسالة أن يوزعها على الناس وينتظر أربعة أيام فسوف يفرح فرحا شديداً وإذا لم يوزعها فسوف يحزن حزنا شديدا ، وهذه أمانة في ذمتنا إلى يوم القيامة أرجوك أخي وزع هذه الرسالة على 25 شخص " انتهى . فما فما قولكم في تلك الرسالة ؟
الجواب:
الحمد لله
هذا من الكذب والدجل الرخيص السمج ، الذي يقدم عليه أفاكون مختلقون لا يتقون الله تعالى ولا يخافونه ، ولا يعلمون عقوبة من يكذب في رؤياه ، وقد انتشر هذا الأسلوب الرديء في ترويج بعض الرسائل الفارغة التافهة ، فيقال : من نشرها حصل له كذا وكذا ، ومن لم ينشرها عوقب بكذا وكذا ، وكأن نشرها واجب يأثم الإنسان ويعاقب عليه ، وهذا الإيجاب لا مستند له في الشريعة ، وليس لأحد أن يحلل أو يحرم أو يوجب على الناس شيئاً إلا بدليل صحيح ، كما أن هذه الرسائل يغلب عليها الضعف والركاكة والتفاهة، ولا يبعد أن يكون واضعوها ممن لا يدينون بالإسلام أصلا ، ويريدون السخرية من أهله ، أو يكونوا من الجهلة الذين يستحلون الكذب بحجة أنه لنشر الخير ، كما كان يكذب بعض الرواة قديما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون : نحن نكذب له ولا نكذب عليه !
وقد جاء في شأن الكذب في الرؤيا ما روى البخاري (7042) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ، وَلَنْ يَفْعَلَ ) .
وروى البخاري (3059) عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ ) .
فالحذر الحذر من الكذب في الرؤيا ، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن نشر الكذب وترويجه .
وأما كون الرسام المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم مات بالحرق ، فلم نقف عليه ، ولا يستبعد ذلك ، فإن عادة الله تعالى في المتنقص من نبيه صلى الله عليه وسلم هي تعجيل عقوبته وأخذه في الدنيا ، مع ما ينتظره من العذاب الأليم في الآخرة .
ولو صح هذا الخبر ، لما كان لزاما على كل من علمه أن ينشره ، لا مرة ولا خمسا وعشرين مرة ، فضلا أن يقال إن من لم ينشره سيعاقب بكذا وكذا ، فهذا كما قلنا كذب قبيح ، ودجل رخيص ، يجب الحذر والتحذير منه ، حتى يكف الناس عن هذا الأسلوب في الدعاية والترويج .
والله أعلم .